ظل تعريف الصدمة العاطفية ولسنوات مقصور على الرجال، ومع حركة تحرير النساء، توسع التعريف ليشمل حتى الأذى الجسدي والانتهاكات الجنسية. والمعروف أن الصدمة العاطفية لها آلام عميقة وحادة، خصوصا أن وقوعها يكون غير متوقع كما أن الشخص لا يكون مستعدا لها وفي نفس الوقت لا يستطيع القيام بأي شيء يمنع حدوث ما حدث في الحقيقة، لا أحد يستيطع أن يقرر مدى إيلام الصدمة العاطفية التي تعرض لها شخص ما، فقط هو وحده الذي يستطيع أن يشعر بمدى التأثر وبمدى قوة الصدمة.
ومن غير المتوقع كيف سيرد شخص ما على حدث معين. بالنسبة لشخص تعود أن يكون مسيطرا على عواطفه والأحداث، قد يكون الأمر مفاجئة له – وحتى محرجا - لاكتشاف أن شيء مثل التعرض لحادث لا قدر الله أو فقدان العمل أو فقدان شخص عزيز أو التعرض للغدر... يمكن أن يكون منهكا جداً.
والمعلوم أن أدمغتنا منظمة إلى ثلاثة أجزاء رئيسة وهي:
* اللحاء وهو السطح الخارجي، حيث مهارات التفكير العليا؛ يتضمن اللحاء الأمامي، والجزء المتَطور مؤخراً من الدماغ.
* نظام ليمبك وهو مركز الدماغ، حيث تتطور العواطف.
* جذع الدماغ وهو الجزء الذي يسيطر على وظائف البقاء الأساسية.
مع تطور تقنية مسح الدماغ، يمكن للعلماء اليوم أن يلاحظوا عمل الدماغ، بحيث يكشف هذه المسح بأن الصدمة في الحقيقة تغير تركيب ووظيفة الدماغ، في النقطة حيث يلتقي اللحاء الأمامي مع الدماغ العاطفي، ودماغ البقاء. ومن الملاحظات الهامّة أن مسح دماغ الناس الذين يمرون بعلاقة أو مشاكل تطويرية، أو مشاكل تعليمية، أو مشاكل إجتماعية متعلقة بالمعلومات العاطفية كشف العديد من الاضطرابات الهيكلية والوظيفية المماثلة لاولئك المصابين بصدمة عاطفية ونفسية.
ومن جهة أخرى، يمكن لأي شخص أن يصاب بالصدمة. ويمكن للمحترفين الذين يتعاملون بالصدمة، أو الاشخاص الآخرين القريبين من شخص اصيب بالصدمة، أن يطوروا أعراض "بديلة" أو "ثانوية" للصدمة. وتطور الأعراض ليس إشارة ضعف ابداً. يجب أن تؤخذ الأعراض بجدية ويجب اتخاذ خطوات للشفاء، بالضبط مثل خطوات العلاج من مرض جسدي. وكما مع الحالة الصحية، تتفاوت درجة ومدى العلاج الضروري للشفاء من الصدمة العاطفية من شخص لآخر