في قديم الزمان وقرب مستنقع صغير كانت تعيش فأرة صغيرة مليئة بالفرح وحب الحياة.
كل يوم كانت هذه الفأرة تخرج من جحرها وتغني وهي تتمشى على طرف المستنقع.
في أحد الأيام صادفت ضفدع أخضر جميل يجلس فوق ورقة تطفو على سطح الماء.
اقتربت الفأرة منه وألقت عليه التحية. منذ اللحظة الأولى حصل أمر مثير بين الفأرة والضفدع. كما هو الحب من أول نظرة كانت هذه الصداقة من أول نظرة.
بدأت الفأرة تتحدث وتتحدث. والضفدع يستمع إليها. ثم بدأ الضفدع بالتحدث والفأرة تستمع إليه. عند حلول الليل. اتفق الضفدع والفأرة على متابعة أحاديثهما الشيقة في الصباح.
وهكذا والأسى يعتصر قلبيهما للفراق من جهة والرغبة العارمة بمجيئ الصباح من جهة أخرى افترق الصديقان على طرف المستنقع.
في اليوم التالي عاود الصديقان الكرة وكذلك في المساء، وعلى مدى عدة أيام. بعد ذلك قالت الفأرة للضفدع:
لا أطيق فراقك كل يوم في المساء. أريد أن يكون هناك طريقة تسمح لي بالاتصال بك في أي وقت لكي أستطيع التحدث إليك.
لكن الضفدع أجاب بدهشة:
مالفائدة؟ نحن نرى بعضنا البعض كل يوم. لا داعي لأن نكون على اتصال دائم كل الوقت.
لكن الفأرة أصرت وسط حيرة ودهشة الضفدع. في آخر الأمر قبل الضفدع أن يبحث عن وسيلة لتحقيق الاتصال الدائم بينهما. لكن ما هي هذه الطريقة؟ أجابت الفأرة بثقة:
سوف نربط يدي ويدك بحبل وهكذا كلما أردت الحديث معك. قمت بشد الحبل لكي أعلمك برغبتي.
استهجن الضفدع هذه الطريقة كثيراً. وحاول عبثاً أن يقنع الفأرة بعدم جدوى الأمر. لكنه تحت اصرار الأخيرة قبل بربط الحبل.
في اليوم التالي كان هناك صقر يطير فوق المستنقع. وعندما رأى الصقر الفأرة انقض عليها بسرعة كبيرة والتقطها بمخلبيه وطار بها. وهكذا شد الحبل يد الضفدع وخرج من المستنقع مذعوراً وطار في الفضاء يحمله الصقر مع الفأرة.
عندها قال الضفدع وهو يطير إلى حتفه:
هذا مصير من يربط مصيره بمصير صديق أحمق