كلمة من ثلاثة احرف كفيلة بتدمير الحياة الزوجية وتحطيم معنويات الاخر، خصوصا اذا اضيفت اليها تاء التأنيت.. فما اصعب العيش مع امرأة نكدية ان فرحت تنق وان حزنت تسقط كل مصائب الدنيا على رأس أهل البيت والمحيطين بها، لا شيء يرضيها ولا شيء يكظم غيظها، وهناك من قال: ان النكد يقتصر على النساء!.. صلوا لئلا يبليكم الخالق بانسان نكد لا يتوانى عن الشكوى و»النق« حتى على ذاته ان لم يجد من ينكد عليه حياته، واليكم التفاصيل:
يشير علي النجدي ان البعض قد لا يفهم حجم المعاناة في البيت الذي تعيش فيه امرأة »نكدية«، وقد يفترض البعض ان هذه الصفة غير قابلة للتغيير او التطبع وعندما نقول »نكد« نعني به تعكيرا دائما لصفو الاخر وحربا نفسية مفتوحة داخل البيت الزوجي ويرجع الاختصاصيون الاسباب الى الفراغ النفسي الذي يعيشه »النكدي« وسطحية تفكيره في محاولة لجذب انتباه الاخر بهدف الانتقام منه نتيجة تجاهله الشريك وهناك اسباب اخرى تتعلق بدورة الحياة الزوجية وشخصية الزوج ومستوى الحياة الاجتماعية التي تعيشها المرأة في بيتها الزوجي، وكذلك عامل التربية في حياة الشخص النكدي، حيث ينعكس ذلك على طريقة العيش واسلوب حياته في المستقبل.
مزاج الزوجة
ويقول حسن السعيدي ان سعادة الرجل تتوقف في اغلبيتها على مزاج زوجته اكثر من أي شيء اخر هذا ما يؤكده اختصاصيو الحياة الاسرية، وقد تكون هذه الزوجة صاحبة فضائل كثيرة تجسد عليها لكنها تبقى من دون قيمة ولا وزن اذا كانت صاحبة مزاج نكدي.. تصوروا مثلا نوعية الحياة مع امرأة او رجل لا يتكلم الا بلغة الشكوى والنق ولا يرى الحياة الا من زاويتها السلبية.
عادل الموسوي يعلق قائلا:
كل صباح اخرج من المنزل محملا بلائحة هموم وطلبات، هذا عدا الشكوى من الحياة التي تدعي زوجتي انها تعيشها والملل الذي يصيبها في ساعات النهار، علما انها انتسبت الى احدى الجمعيات الانسانية لتعبئة الفراغ، ولا ينتهي الامر عند ذلك فهي تصر على معرفة برنامج عملي اليومي واذا ما كنت ساتأخر.. وقد تتذكر انها اتصلت بي ولم ارد فتبدأ المعاتبة والتذمر.. علما أنني اوضحت لها اكثر من مرة انني لا اقفل الخط الا في اثناء الاجتماعات، وهذه الاسئلة التي تكررها كل صباح صارت اجوبتها واضحة، لكنها لا تستطيع الا ان تشكو وتنكد حياتي كل صباح قبل ان اتوجه الى العمل، حتى صرت اتمنى ان اسمع منها كلمة حلوة او ان اعيش حياة ايجابية وهادئة وهانئة.
هرمونات الأنوثة
وترد هيفاء محمد: المرأة النكدية لا تدرك ان النكد سيرتد عليها سلبا وانه يؤثر على هرمونات الانوثة كتأثيره في هرمونات الرجل، حيث تؤكد الدراسات ان النكد اليومي يؤدي الى ارتفاع هرمون »الكورتيزول« نتيجة التوتر المستمر، لكن ما لا يبشر بالخير ان معدلات هذا الهرمون ترتفع بشكل اكبر عند المرأة فيؤثر على قدرتها في احتمال تقلبات الحياة النفسية.. فضلا عن ان النكد الزوجي يتسبب في كثير من الامراض لكلا الزوجين نتيجة الحياة التعسة التي يعيشانها اما على المستوى الاجتماعي فإن تحطيم معنويات الرجل عن طريق مقارنته بأخرين لاسيما اصحاب المستوى الاجتماعي والثقافي الارقى يؤثر في قدراته العملية وقدرات الاولاد التعليمية خصوصا اذا سمع الاولاد عبارات الاحراج والشجار الدائم بين الام النكدية والاب المغلوب على امره.
ويقول عيسى العلي: النكد صفة ملازمة للمرأة وهي ترافقها اينما حلت ومهما بلغت من درجات عالية في العلم والثقافة ومستواها الاجتماعي، تبقى صفة الشكوى والنكد ملاصقة لها لكن النكد واحد سواء كان الناطق باسمه رجلا ام امرأة، عجوزا ام مراهقا، وفي كل الصور يكون المضمون واحدا.. اسئلة وطلبات وشكاوى.
أسلوب ضغط
ويستعجب حمد الخربيط من استعمال بعض النساء المتزوجات سلاح النكد كاسلوب للضغط على الزوج لتحقيق مطالب معينة، وقد تنجح هذه الوسيلة احيانا لكن ليس قبل ان تلقي بثقل تداعياتها على الحياة العائلية وقد يصل الامر الى حد هروب الرجل او ما يعرف باللغة العامية »تطفيشه« من البيت بحثا عن اخرى تتفهمه بعيدا عن اجواء النكد والنق، ومنهم من لا يجد الوقت للهرب نتيجة اصابته بجلطة قلبية على المدى الطويل.
بينما يصر بعض الرجال على حد قول هاشم الاحمد الى تحويل النكد ومقاومته بحيث يتحول المنزل الى جحيم كل ذلك لانهم في قرارة انفسهم مقتنعون بأن البيت هو المكان الذي من المفترض فيه ان يؤمن لهم الهدوء والراحة واي خلل في هذا الشأن هو من مسؤولية المرأة بسبب كثرة نكدها، وانطلاقا من ذلك تجدهم لا يفكرون بأي حل على اعتبار انه سيأتي وحده والنتيجة ارتفاع مستوى المشاكل وتراكمها، ومع الوقت يحصل الانهيار غير المنتظر ويكون الحل اما بالهروب او التعايش مع واقع الصراخ والنق والنكد او الطلاق، بين الحياة والنكد والحياة الهانئة التي يطمح كل انسان الى ان ينعم بها قرار يمكن ان يتخذه احد الطرفين لانقاذ ما تبقى.. وقد يكون تصحيح الخطأ ولو متأخرا، من الحلول الواجب اتخاذها، وهنا يتجلى دور المرأة او الزوجة.
رأي نفسي
ويؤكد خبراء علم النفس على حد قول د. حسن الموسوي ان حاجة الرجل للدلال تختلف وفقا للمرحلة العمرية التي يمر بها، فالرجل منذ عمر الطفولة حتى سن العشرين يكتفي من دلال والدته ماديا ومعنويا وعندما يتزوج يكون في لا وعيه متأكدا انه سينتقل الى حضن مواز هو حضن الزوجة وعندما تبخل عليه وتستبدل كلام الغنج والدلال بعبارات النق والنكد يدرك ان الحياة مع المرأة التي اختارها ليست الا جحيما فيفضل الرحيل، وهذا ما يدفع غالبية الرجال الى الدخول في تجربة الزواج الثاني بعد سن الاربعين لانه يكون قد تعب من حياة النكد واشتقاق لكلمة حب ونظرة غزل من زوجته الغارقة في بحر نكدها.