في لحظة أدركت فيها أن الحياة حلوة
لحظة قد يجدها البعض لا تستحق .. لكنها ولصغرها أخبرتني أن الحياة حلوة ..
لحظة امتلئ داخلي بشعور عضيم .. جعلني أردد .. أحبك ربي ..
احتوى الإمتحان على أسئلة اعتمدت على مقرر لم أحضره ولم أذاكر منه .. كنت مصدومة من ذلك .. لكني توكلت على الله وأكملت الإمتحان ..
كنت متيقنة بالدرجة السيئة التي سأنالها وزاد يقيني بعد أن أخبروني بأني قد أحدثت (حوسة) في ورقة الإجابة ..
عدت إلى منزلي خائبة الأمل .. وقبل أن أضع رأسي لأرتاح من قسوة الدوام
ناجيته بهدوء .. يارب أسألك التوفيق .. كانت الكلمات تخرج من قلبي أراها تملئ المكان حولي .. شعرت بأنها تطير وتدخل إلى قاعي فتجول ثم تخرج مجدداً !!
أحضرت الدكتورة النتائج .. كنت خائفة من النتيجة التي توقعتها .. كلما اقترب الترتيب الأبجدي إلى حرفي زادت نبضات قلبي ..
كليوباترا .. الدرجة النهائية
فزعت .. نلت الدرجة كاملة .. كيف وأنا قد أخطأت في الحل .. لأكتشف بأنها تجاوزت عن خطأي ..
رأيت فراشات الأمل تطير من حولي ..
تمنيت لو أستطيع أن أسجد سجود شكر لله .. ليس لأني أخذت الدرجة الكاملة بل لأن ربي استجاب دعواتي
في تلك اللحظة أدركت فيها أن الحياة حلوة .. رائعة ..
عندما تحصرنا الحياة بهمومها .. بمآسيها القاتلة للإبتساماتنا التي تصارع الوجود .. عندما تخنقنا الأيام بآلامها ليضيق مجرى التنفس ونصبح على وشك الإنهيار ..
عندما يصل البعض منا إلى مشارف اليأس القاتل فيردد عبارات الاإستحقاق في الحياة .. لأنه في لحظة كره الدنيا ورآها بمنظور ضيق محدود الرجاء والإتجاه !!
توحدت الألوان لديه وخيم الليل وبدأت خفافيش الظلام تعلن الإستعباد !!
لم يفكر في لحظة بأن الحياة حلوة ..
بأن هناك رب تعالى .. رب يقول في السحر .. هل من داعي فأستجيب له .. هل من مستغفر فأغفر له ..
لم يفكر في لحظة يأسه ان يمسك بأسمى كتاب .. ويقرأ القرآن فهو جلاء القوب وشفاء الصدور ..
سيشعر بسكينة الإيمان وطمأنينة تتسلل إلى قلبه لتفتح الأبواب المغلقة
سيسمع عصافير الحياة وهي تنشد .. سيرى الشمس تبدأ بالشروق وهي تصارع ظلام الأفق ..
سيغمض عينه وسيقول كما قلت .. الحياة حلوة