لتجنب الإنفلونزا يتناول بائع الزواحف ماك تاي كوونغ البالغ من العمر 80 عاما صفراء الأفعى وعلى غراره يلجأ الكثير من سكان هونغ كونغ إلى الطب الصيني الذي يعتبرونه أكثر فعالية ضد الفيروسات من الطب الغربي. ويسهر كوونغ الملقب بـ «بيغ سنايك ماك» على أفاعيه التي يحتفظ بها داخل أقفاص وأحواض في متجره الذي يعود إلى أكثر من مئة عام¡ والواقع في حي «شونغ وان» التجاري في وسط هونغ كونغ.
ويؤكد الرجل المسن الذي يبدو بصحة ممتازة: «أن تناول صفراء الأفعى أربع مرات إلى خمس مرات سنويا يقوي المناعة ويحد من احتمالات الإصابة بالإنفلونزا».
يحظى الطب الصيني بشعبية كبيرة في مدينة تضم سبعة ملايــين نســمة¡ ومعرضة بشــكل خاص للأمراض المعدية منذ تفشي مرض الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) في العام 2003¡ لاســـيما أن بعض سكان هونغ كونغ يتخـــوفون من الــتأثيرات الجانبية للطب الغربي.
وأكد مدير عيادة الطب الصيني في جامعة باتيست في هونغ كونغ جاو جيانغ أن: «الطب الصيني يشكل علاجا أفضل بكثير ضد الإنفلونزا مقارنة بالطب الغربي¡ من حيث الفعالية والحد من الأعراض وانعدام المضاعفات الجانبية».
وتنوي الجامعة استثمار 103 ملايين دولار من أجل بناء عيادة جامعية لتعليم هذه المادة¡ بعد تزايد الطلب عليها¡ وللمرة الأولى في هونغ كونغ¡ ستضم العيادة أيضا غرفا لاستقبال المرضى ومعالجتهم على الطريقة الصينية التقليدية. في الوقت الذي ارتفع فيه عدد المصابين بالإنفلونزا بنسبة 37% في النصف الأخير من العام.
يذكر أن الأدلة العلمية حول فعالية هذه العلاجات قليلة¡ لكن الكثير من الصينيين يؤمنون بشدة بتفوق العلاجات بالأعشاب أو الفطر.
والهدف من هذا الطب الذي يعود إلى آلاف السنين¡ هو إعادة التوازن أو الحفاظ على التوازن في الجسم¡ ويترافق كل ذلك مع حمية غذائية محددة وجلسات وخز بالإبر¡ وتوصي سلطات الصين وهونغ كونغ مواطنيها باستعمال الأعشاب لمكافحة الانفلونزا.
ولحماية المستهلكين في مواجهة الشكوك حول ظروف الإنتاج¡ اعتمدت حكومة هونغ كونغ في ديسمبر قانونا يحظر الأدوية الصينية غير المسجلة¡ ويفرض على المخالفين غرامات وعقوبات سجن¡ غير أن ذلك لم يمنع وجود أدوية مقلدة أو لا تحتوي على النبتات التي تدعيها في بعض صيدليات هونغ كونغ¡ وهي آفة تطول أيضا هذا القطاع.
والأفاعــي التي يصل90% منها من الصين¡ تستعمل للطبخ¡ أو كعلاج لعدد من الأمراض