فنان موهوب استطاع ترك بصمته الحقيقية، والمختلفة جذرياً عن تجارب من سبقوه إلى عالم الدراما.. وكان قادراً على أن ينقل الحس الكوميدي الذي يملكه إلى وجوه الناس من خلال أدوار تميّز بها وأبدع في تجسيدها ونقلها إلينا بحرفية عالية..
لم تقف موهبته الفنية عند التمثيل بل كانت له تجارب في الكتابة والإخراج أيضاً.. واليوم يطل الفنان أندريه سكاف على جمهوره بمجموعة من الأعمال المميزة, وحول تجاربه الفنية والجديد الذي يحضر له كان لسيريانيوز الحوار التالي معه..
جسّدت دور الابن المدلّل للمدير العام.. ما التطورات التي ستحملها شخصيتك في الجزء الثاني؟
في الجزء الأول من مسلسل "يوميات مدير عام" جسدت دور طارق الشاب الجامعي المراهق والابن المدلل للمدير العام, أما الآن اختلف الوضع فقد أصبح "طارق" مهندس مسؤول عن مشروع معين, ولكن انتقلت معه مسالة اللامبالاة ونتيجة ذلك يرتكب أخطاء بمشروعه عن طريق تلاعب العمال بكميات الاسمنت, وفي نهاية العمل يقع بكارثة حقيقية تنتهي به في السجن, نتيجة قلبه الطيب وتصديقه لكل من حوله.
تتعامل للمرة الثانية مع المخرج زهير قنوع بعد "أبو جانتي".. ما رأيك بالطريقة الخاصة التي يتبعها في الإخراج؟
التعامل مع المخرج زهير قنوع جميل جداً وخاصة في ظل التجربة السابقة في أبو جانتي, فطريقة الإخراج لديه فيها شيء خاص جداً بأنه يسعى دوماً لابتكار شيء جديد ومتميز فكل شيء عنده وليد اللحظة, ومن الممكن أن يخرج عن النص حسب المعطيات الآنية عن طريق تفكيك المشهد وإعادة تركيبه وهذا الأسلوب جميل وناجح معه.
وما رأيك بالكاست الإخراجي الذي يتواجد في معظم أعمال قنوع؟
مجمل الشباب الذين يعملون معنا يسهلون العمل وحضورهم مريح يحبب الممثل بالعمل, وهو مندفعين وطموحين ويريدون ابتكار فن جميل وهذا سيكون احد أسباب نجاح العمل, لان محبتهم لبعضهم ستنعكس على محبة الناس للعمل, أما الأعمال التي يشوب جوها التوتر والخلافات تخلق التشويش ما يؤدي إلى فشل العمل لأن الكراهية تصل كإحساس للمشاهد.
المسلسلات التي تحمل أجزاء متعددة لا تضاهي عادة نجاح الجزء الأول.. ألا تخاف من حدوث هذا الأمر في "يوميات مدير عام"؟..
أبداً.. فانا أتوقع النجاح الباهر للجزء الثاني ومتأكد من ذلك ولا يوجد أي تخوف, وفي الجزء الثاني من هذا المسلسل سيصبح معنا العكس وسيكون أجمل من الأول وسيكون النجاح مضاعف لان المعطيات كلها تؤكد ذلك, وخاصة في ظل وجود البطل الأساسي للعمل أيمن زيدان الذي يدفعنا دائماً لتقديم أفضل ما لدينا.
ما سر النجاح الذي لاقاه المسلسل في جزءه الأول.. وكيف ستستثمرون هذا النجاح في الجزء الثاني؟
الجزء الأول عالج البيروقراطية الموجودة في المؤسسات العامة للدولة بطريقة واقعية حملت جرعة كبيرة من الكوميديا, وفي الجزء الجديد سنركز أيضاً على نفس المشاكل لأنها لا زالت مستمرة لدى موظفي الدولة وهذا ينتج عنه مفارقات كثيرة رصدناها في المسلسل, وأعتقد أن العمل سيحظى باهتمام الناس لأن هناك تماس مباشر بين فكرته وحياتهم اليومية, فأي شخص لا بد أن يضطر لإجراء المعاملات في احد الدوائر الحكومية وبالتالي سيمر على مشاكل الرشوة والفساد التي سنعالجها بالمسلسل بنبض وإيقاع 2011 .
تجري التحضيرات الحالية للجزء الثاني من "أبو جانتي".. هل ستتواجد فيه؟
لم استلم نص الجزء الثاني إلى حد الآن وبالتالي أنا لا أعرف التطورات التي ستطرأ على شخصية "عماد" الدهان التي جسدتها في الجزء الأول, وستتحدد مشاركتي في الجزء الثاني بناءً على قراءتي للنص والاقتناع به حسب المعطيات الجديدة للشخصية والتطورات والأحداث التي ستجري معها.
اتهم البعض شخصيتك في "أبو جانتي" بالبرود وإتباع خط واحد من أول العمل لآخره..ما تعليقك؟
لا أعتقد وجود نوع من البرود في الأداء وإنما طبيعة الشخصية في العمل كانت تفترض أن "عماد" الدهان يتعاطى المخدرات وله عوالمه الخاصة وأفكاره الغريبة وأسلوبه المستهتر في الحياة ضمن إطار كوميدي, وأعتقد أن الناس استاءوا من فكرة التأجيل المستمر لديه في عمله, ولكنهم أحبوا طرافة الموقف وخياله الواسع, وكان نمط الكوميديا السوداء واضح في شخصيته فعلى الرغم من صعوبة حياته وقسوة ظروفه إلا انه يعيش الدنيا بطريقته ويبقى مسرور ولا يبالي بشيء.
هل صحيح أنك عملت في مجال البناء وتكسير الحجارة قبل التمثيل, ما أفادك كثيراً في تجسيد دور "عماد"؟
لا, لم أعمل في مجال البناء وتكسير الحجارة فالموضوع فيه سوء فهم, وإنما كان والدي حرفي يعمل كمشرف على ورش البناء وكنت أذهب معه قبل دخولي معهد التمثيل إلى ورش العمل ونلتقي هناك مع المهنيين من جميع الحرف من دهانين وبلاطين وكنت على احتكاك دائم معهم, وعرفت طريقة عملهم وطريقة تفكيرهم وظروفهم وما أسباب التأجيل الدائم لديهم.. وهذا ما ساعدني بالفعل على تجسيد دور "عماد" في أبو جانتي الدهان الكسول المماطل الذي يدعي المعرفة بعمله ولكنه يؤجله دون أسباب.
هل نستطيع أن نعتبر أن "الكوميديا" النوع الدرامي المفضل لك؟
بالفعل فالكوميديا هي النوع المفضل, ولكني لا أفضل أن يتم تصنيفي ضمن قالب كوميدي فقط، لأني أرفض تقديم الأدوار النمطية وأبحث دائما عما هو جديد, وكانت لي عدة مشاركات في أعمال تراجيدية وكانت أدواري ناجحة في أغلبها, وأنا بطبعي أحب هذه الأدوار لأنها تعبر عن حالات معينة وأحاول أن ابذل الجهد المناسب بالاتجاه الصحيح.
وما الأعمال الأخرى التي تشارك بها للعام 2011؟
على صعيد الدراما أقوم حالياً بقراءة مجموعة من النصوص ولكني لم اعتمد على أي منها إلى حد الآن, ولكني أستعد خلال شهر شباط لتصوير مشاهدي في الفيلم الجديد (الشراع والعاصفة) للمخرج والمؤلف غسان شميط عن رواية الكاتب السوري حنا مينه, وأجسد في الفيلم دور الوكيل الذي يعمل في مرفأ بحري.
هل كان لك مشاركات سابقة في السينما أم أن "الشراع والعاصفة" يعتبر تجربتك الأولى؟
فيلم "الشراع والعاصفة" سيكون تجربتي الثانية في السينما, حيث كان لي مشاركة سابقة في فيلم (سيلينا) مع حاتم علي, صحيح أن مشاركتي كانت بسيطة وجسدت وقتها دور أحد عناصر الشرطة بالاشتراك مع زميلي الفنان نضال سيجري ولكني كنت سعيد جداً بتجربتي السينمائية وأحببت تكراراها, وسبق أن عرض علي المخرج عبد اللطيف عبد الحليم المشاركة في فيلم "قمران وزيتونة" ولكن اعتذرت لأنني كنت ملتزماً بارتباطات تلفزيونية.
وماذا عن اهتمامك بالمسرح؟
المسرح لا أفكر به نهائيا لأنه يأخذ وقت كبير ويحرمني من العمل في التلفزيون الذي أعتبره المجال المفضل بالنسبة لي, لأني ميال للدراما التلفزيونية أكثر من غيرها من الأنواع الفنية سواء المسرحية أم السينمائية.
كان لديك تجربة في الإخراج في "حكواتي كافيه".. هل هناك مشاريع إخراجية تحضر لها؟
مسلسل "حكواتي كافيه" تم عرضه عام 2010 على القناة السورية الأرضية, ولكنه لم يأخذ حقه ولم يراه أحد لأنهم عرضوا حلقة واحدة منه فقط كل أسبوع ولم اعرف ردة فعل الجمهور ولم استطع تقييم نجاحه أو فشله, وتكلمت مع أكثر من محطة ليأخذ المسلسل فرصة بالمتابعة وكانوا يعدوني دائما بعرضه, ولكنه لم يعرض إلا مرة واحدة فقط, وبالتالي فانا ألغيت فكرة الإخراج تقريباً لأنها أصبحت مزعجة بالنسبة لي.
وكان لديك أيضاً تجربة في الكتابة في مسلسل "الأصدقاء".. أين وصلت في مشروعك الكتابي اليوم؟
بصراحة ألغيت هذا الموضوع لأنه يحتاج لتخصص, ومسلسل "الأصدقاء" كان مجرد تجربة, وكنت أتطلع ليبدو عملاً مماثلاً لتجربة مسلسل "FRIENDS" ولكن النتيجة لم تكن كما توقعت, ولذا قررت المضي بالتمثيل, فالفنان جورج وسوف يقول أنا خلقت لأكون مغني.. وأنا أقول أنا خلقت لأكون ممثّل..