يعتقد أولريش شرايبر، عالم جيولوجيا في جامعة دويسبورغ ـــ إسن، أن «الأمر لا يمكن أن يكون مصادفة» عندما عضته نملة مرات عديدة. وتساءل عن سبب بناء النمل أعشاشه في المنطقة نفسها من الريف في المكان الذي يجري فيه أبحاثاً عن فن البناء. لذا، تولدت لديه افتراضات غريبة ومثيرة للجدل، وهي أن النمل يمكنه التنبؤ بوقوع الزلازل.
ولا يدر بخلدك أن كل أنواع النمل يمكنها التنبؤ، لكن المقصود هو «نمل الخشب الأحمر»، الذي يبني أعشاشه على شكل تلال. وافترض شرايبر أن النمل يحب الاستقرار بين التصدعات الأرضية، والتي يصفها الجيولوجيون بأنها مناطق الشقوق بين الصفائح التكتونية الأكثر عرضة لوقوع الزلازل.
ويقول شرايبر إن الغازات المتصاعدة من القشرة الأرضية العميقة تعمل على تدفئة مساكن النمل. بالإضافة إلى ذلك، ربما توفر الشقوق داخل التصدعات حالة من الرطوبة بالقرب من السطح والتي يمكن للنمل استخدامها.
وراقب شرايبر وزملاؤه الجامعيون على مدى عامين اثنين من تلال النمل في مرتفعات منطقة «ايفيل» في غرب ألمانيا من خلال «كاميرات النمل» على مدار الساعة. ولاحظوا أن النمل يتصرف بطريقة غريبة عندما يقع زلزال طفيف في الطبقة الجوفية للأرض في منطقة قريبة. فالنمل حينها يظهر بنشاط ليلي غير معتاد ويتحرك بصورة أكبر من الطبيعي على السطح، وكأنه يبدي رد فعل على زيادة في الغازات المتصاعدة.
وسافر شرايبر إلى منطقة أبروزو (وسط إيطاليا) بعد الزلزال المدمر الذي ضرب «لا أكويلا» قبل عامين، ووجد أن أعشاش النمل تقع في التصدعات الجيولوجية هناك أيضا. ويرغب العالم الجيولوجي في إجراء أبحاث في اسطنبول، حيث يتوقع العلماء وقوع زلزال قوي في المستقبل القريب.
ويأمل شرايبر في أن يتمكن العلم يوماً ما من الاستعانة بالنمل بوصفه نظاماً للإنذار المبكر للزلازل.